كتب حسن صفيره
في مدونة الاسماء الوطنية ذات الخصوصية اللافتة، يبرز اسم رجل الدولة د. رجائي المعشر على قائمة الوطنيين الاردنيين ليس بسبب المواقع التي شغلها، بل لأهمية دوره السياسي في ادارة القضايا الوطنية المفصلية، وهو صاحب السيرة والمسيرة الوطنية منذ حقبة السبعينيات، حيث شغل منصب وزير في عدد من الوزارات انذاك، لحين تولّيه منصب نائب رئيس الوزراء عام 2009 في حكومة سمير الرفاعي، و نائب رئيس الوزراء في حكومة عمر الرزاز ، واختياره عضوا في مجلس الأعيان الحالي بصدور الإرادة الملكية السامية مطلع العام 2020.
المتتبع لأداء د.المعشر يستطيع ان يلمس حرصه الوطني والواعي لمستقبل الدولة الاردنية، بيد ما يقدمه من انجاز في مجلس الاعيان من سن ودارسة واقرار القوانين الخادمة للاقتصاد الاردني، حيث يجهد عبر اللجنة المالية والاقتصادية التي يترأسها في مجلس الأعيان من تصويب الحالة القانونية لجملة من القوانين والتي كان اخرها مشروع قانون معدل لقانون الجمارك الاردنية لسنة 2025، لما يحمله القانون من حماية للاقتصاد الوطني، الى جانب ما يؤمن به المعشر من اهمية الشراكة بين الجسم الحكومي والبرلماني، التي يراها حجر الأساس في مسار التنمية السياسية ودعوته لمأسسة العلاقة فيما بينهما وبناء الأعراف والتقاليد البرلمانية المبنية على أحكام الدستور لآلية عملها، وتحذيره من اي تجاوزات تولد أجواءً من عدم الثقة بالمؤسستين وفيما بينهما وتخلط الأوراق ، الامر الذي يترجم ما يحمله المعشر من فكر عميق وأصيل نواته كيف تكون وطنيا أصيلا.
على الصعيد القومي، يقف المعشر على محاكاة الدور الرسمي للدولة الاردنية تنطلق اراؤه وتصريحاته في موائمة للموقف الاردني خاصة فيما يتعلق بالموقف الاردني تجاه قضية العرب الاولى - كما هو مفترض- القضية الفلسطينية ، ورؤيته للمقاومة الفلسطينية كحق للشعب الفلسطيني لينال كامل حقوقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ومجمل رأيه بأنه لا يمكن للكفاح العسكري وحده تحرير الأرض والوطن دون حراك سياسي يرافقه للمساعدة على حشد التأييد لقضيته العادلة من دول العالم كما نهج الأردن والملك عبدالله الثاني بن الحسين.
المعشر صاحب خبرات وطنية قل نظيرها، لا سيما فيما يتعلق بمناخ الحريات في الاردن، مستشهدا بمواقفه ما ذهب اليه سيد البلاد في أوراقه النقاشية على أهمية المواطنة الفاعلة، وتأكيده على أولويات المواطن الأردني في الحفاظ على أمن الوطن وحمايته من كل من يحاول العبث فيه، مع ما يتبع تأكيده من نُبل اخلاق الاردني الذي يدرك أن الأردن الآمن هو الشرط الضروري لتحقيق أي نماء أو تقدم.
الذين يعرفون الدكتور رجائي المعشر ، او تعاملو معه ، يؤكدون انه رجل هادئ مثقف ودود ، تتجلى فيه طيبة الاردني الذي لم يدر ظهره لهموم امته وقضاياها ، ولذلك فإن وجوده لعدة دورات في مجلس الاعيان ، يشير الى حضوره السياسي ودوره في ميدان الرقابة والتشريع ، يٌُنظر اليه في الصالونات السياسية والشعبية بوصلة أمان حقيقية في الحراك الرسمي لايمانه ان الوطن والمواطن هم اردني بامتياز، مستقياَ رؤيته تلك من ارث الهاشميين في تعاطيهم للهم الاردني ومواطنيه، فعلى الرغم من رياح التغيير التي تهيمن على سماء اقتصادنا الاردني باصعب مراحلة، ظل المعشر على موقفه مؤمنا بمقولة الهاشميين فعلا وقولا بأن الانسان الاردني لا شك اغلى ما نملك، والمتتيع للمعشر ازاء ذلك يستطيع ان يرصد حراكه في الكثير من الفعاليات والنشاطات التي تصب في قناة الاردنيين كمثقفين واعلاميين واقتصاديين وسياسيين .