قال الملياردير المعروف بلقب "ملك السندات"، جيفري غوندلاش، إن الولايات المتحدة من المرجح أن تشهد أزمة واحدة هذا العام ستجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (الفيدرالي الأمريكي) على استئناف دورة خفض أسعار الفائدة.
في مقابلة جديدة مع قناة CNBC، صرّح غوندلاش، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الاستثمار DoubleLine Capital، بأنه يتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة هذا العام، ولكن ليس لأسباب تتعلق بالتفويض المزدوج للفيدرالي، الذي يتمثل في تحقيق الحد الأقصى للتوظيف والحفاظ على متوسط تضخم سنوي عند 2%.
خفض الفائدة متوقع... لكن ليس بسبب التضخم أو البطالة
قال غوندلاش: "أعتقد أنهم سيخفضون أسعار الفائدة، لكنني لا أظن أن ذلك سيكون بسبب تحسن كبير في بيانات التضخم، لأنني لا أعتقد أن التضخم سيتحسن كثيرًا. كما أشك في أن معدل البطالة سيتعرض لصدمات في المستقبل القريب، خلال الأشهر القليلة القادمة مثلاً.
لكنني أعتقد أنهم سيخفضون أسعار الفائدة بسبب احتمال ظهور بعض مشكلات السيولة. لذلك، أظن أنهم سيقدمون على خفض الفائدة قبل نهاية العام، وأعتقد أن هذا الخفض سيكون أقل مما يتوقعه السوق، رغم أنني أصبحت أقرب إلى توقعات السوق الآن، بعدما كنت أتوقع خفضين فقط، بينما تراجع السوق من خمس أو ست تخفيضات إلى حوالي تخفيضين ونصف."
في ظل التوقعات المتغيرة لأسعار الفائدة وتعليقات "ملك السندات" جيفري غوندلاش حول أزمة السيولة المحتملة، أصبح الوصول إلى تحليلات دقيقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. مع اشتراك Investing Pro، يمكنك الاستفادة من أداة WarrenAI الذكية التي تقدم رؤى عميقة حول توجهات الفيدرالي وأسواق السندات، مما يساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية مدعومة بالبيانات. لا تفوت الفرصة للبقاء في الصدارة!
وبحسب غوندلاش، بدأت بعض المؤسسات في مواجهة مشكلات في السيولة النقدية. وأشار إلى أن عملية بيع السندات الأخيرة التي أجرتها جامعة هارفارد تعتبر مثالًا واضحًا على حاجة الكيانات الأمريكية إلى السيولة النقدية، مضيفًا أن مؤسسات أخرى تواجه المشكلة نفسها.
وقال غوندلاش: "الموضوع الذي أشعر أنه بدأ يُثار، وأعتقد أنه قد يكون مهمًا في المشكلة المقبلة التي ستواجه السوق، هو قضية نقص السيولة التي تطورت، وأخذت تحظى بتغطية إعلامية، خصوصًا مع أخبار جامعة هارفارد وبعض الجامعات المرموقة الأخرى، حيث لم يعد لديهم أموال نقدية كافية.
هذه الجامعات غنية بالأصول، لكنها فقيرة من حيث السيولة النقدية. فعلى سبيل المثال، تمتلك جامعة هارفارد صندوق وقف بقيمة 53 مليار دولار، ومع ذلك اضطرت إلى دخول سوق السندات مرتين لتوفير سيولة نقدية لتسيير العمليات التشغيلية. والسبب في ذلك – وأنا أستخدم هارفارد كمثال فقط لأن الأمر تم تداوله في الأخبار مع توثيق بالإحصاءات – أن 40% من صندوق الوقف الخاص بها مستثمر في الأسهم الخاصة (Private Equity).
وأعتقد أن نسبة كبيرة أخرى من الأصول مستثمرة في القروض الخاصة (Private Credit)، التي شهدت نموًا كبيرًا كفئة أصول. وبدأنا نرى تقارير عن بعض صناديق الوقف الجامعية الأسرع حركة، التي بدأت تتحدث عن الرغبة في الخروج من بعض التزاماتها الاستثمارية..."
واختتم غوندلاش حديثه بالتأكيد على أن هذه القضية قد تتفاقم لتشكل مشكلة حقيقية في الأسواق. وقال: "أعتقد أن هذا سيكون مشكلة قادمة."