أخبار البلد - همام الفريحات
تتجه الأنظار إلى المواجهة المرتقبة التي تجمع مدرب المنتخب الأردني جمال السلامي، مع مدرب المنتخب السعودي هيرفي رينارد، في لقاء يحمل أبعادًا فنية وشخصية تتجاوز حدود المنافسة المعتادة.
وتعود جذور العلاقة بين السلامي ورينارد إلى سنوات العمل المشترك في المغرب، حين كان السلامي جزءًا من الجهاز الفني المساعد لرينارد، وتحديدًا مدربًا فنيًا لمنتخب اللاعبين المحليين، بالتزامن مع قيادة المدرب الفرنسي للمنتخب المغربي الأول خلال الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2019. تلك المرحلة أسست لعلاقة مهنية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وأسهمت في تشكيل ملامح السلامي التدريبية.
وجاء تعيين السلامي آنذاك ضمن رؤية شاملة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، هدفت إلى توحيد الفكر الفني بين مختلف المنتخبات الوطنية. وأسندت إليه مهمة متابعة لاعبي الدوري المغربي عن كثب، وإعداد تقارير فنية دقيقة حول مستوياتهم وجاهزيتهم، لعرضها على رينارد تمهيدًا لضم المميزين منهم إلى صفوف المنتخب الأول، حيث لعب السلامي دورًا بارزًا في ترشيح عدد من الأسماء التي أثبتت حضورها لاحقًا.
ولم يُخفِ السلامي يومًا تقديره الكبير لرينارد، إذ وصفه في تصريحات سابقة بـ«الأب الروحي» في مسيرته التدريبية، مؤكدًا أن الكثير مما وصل إليه اليوم يعود إلى الدعم والثقة التي منحه إياها المدرب الفرنسي، إلى جانب النصائح التي تركت أثرًا واضحًا في شخصيته المهنية.
اليوم، يقف السلامي في موقع مختلف، بعدما نجح في ترك بصمته الواضحة مع منتخب النشامى، معتمدًا على تنظيم تكتيكي وانضباط عالٍ، إضافة إلى روح قتالية ميّزت أداء المنتخب الأردني في الفترة الأخيرة. في المقابل، يدخل رينارد اللقاء بخبرة واسعة وسجل حافل في البطولات الكبرى، عُرف خلالها بقدرته على إدارة المباريات الحاسمة وقيادة المنتخبات في أصعب الظروف.
المواجهة لا تُختزل في كونها لقاء بين منتخبين شقيقين فقط، بل تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدرسة المدرب الشاب الطموح أمام أحد أبرز الأسماء التدريبية في القارة الآسيوية. وبين طموح السلامي وخبرة رينارد، يبقى الحسم مرهونًا بما سيُقدَّم داخل المستطيل الأخضر، حيث لا تعترف كرة القدم إلا بالعطاء والنتيجة.
فريحات يكتب.. السلامي يواجه أستاذه رينارد .. صراع خبرة وطموح في المستطيل الأخضر