خاص - في حالة من الزحام ما بين الأخلاق والجهل بالقوانين، الكثيرون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بهدف جمع المشاهدات والإعجابات والتعليقات، ولكن السؤال الذي لا يزال يطرح منذ دخول التكنولوجيا على حياتنا هل أصبحت السوشيال ميديا نقمة أم أنها نعمة لا يحسن استخدامها البعض؟
إن إشباع الرغبات لدى البعض قد تكون مؤذية لأفراد آمنين في منازلهم، أصبح اليوم مفهوم الـ"تريند" شائعاً بين متعطشي الشهرة، مما يسبب الأذية وإغلاق مصالح وأبواب رزق قد تكون هي المردود المالي الوحيد لصاحبها وإن باع بدينار واحد فقط طيلة اليوم! الشهرة لم تكن يوماً حراماً والسوشيال ميديا وجدت لنحسن استخدامها لا لنضر أناس جالسين آمنين في مواقع أرزاقهم أو منازلهم مع عائلاتهم يفكرون كيف سيؤمنون مبالغ التزاماتهم الشهرية.
ففي حادثة وصفت بالأخلاقية أكثر من أنها إغلاق باب رزق يجلب لقمة العيش لصاحبها، وبسبب متعطش للشهرة قرر محافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود إغلاق أحد محال المشروبات الروحية بعد انتشار فيديو على السوشيال ميديا متهم صاحبها بأنه يقيم احتفالية افتتاح "خمارة" بحضور فرقة موسيقية، وعلى إثر ذلك الفيديو أوقف المحافظ مالك المحل معتبراً الاحتفال مخالف للقوانين والأخلاق والأعراف الاجتماعية.
وتجدر الإشارة إلى أن المحل مرخصاً منذ عام 2013 أي أنه قديماً ومصدر رزق وحيد لمالكه، وفي حيثيات الاحتفالية؛ روى لنا مصدر مقرب جداً أن ما حدث داخله هو مجرد حفل عيد ميلاد من أفراد الفرقة الذين غادروا حفل زفاف وتذكروا صديقهم الذي صادف عيد ميلاده بذات اليوم، ولكن احتفالية عيد ميلاده لم تكن فرحاً كما خططوا أصدقائه العازفين والمقربين جداً لقلبه.
كما وأن إحالة المالك إلى المدعي العام أثار غضباً واسعاً بين أبناء محافظة الزرقاء معتبرين ذلك تهكماً واضحاً وتعدٍ دون مسؤولية من قبل ذلك المتعطش للشهرة واصفين فعلته بـ"شهرة على ظهر أرزاق الناس".
فهل سيحاسب ناشر الفيديو الذي حول وجوه مبتسمة إلى عابسة..؟
بدوره، أوضح رئيس غرفة تجارة الزرقاء، حسين شريم، أن قرار إغلاق محل المشروبات الروحية في الزرقاء وإحالة صاحبه للمدعي العام جاء بعد ردة فعل مستخدمي السوشيال ميديا واستهجانهم معتبرين ذلك تعدٍ على منظومة القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد، مؤكداً أن المحل مرخص ولا علاقة للرخصة بالقرار.
وأضاف لـ"أخبار البلد"، أنه لدى المحافظ صلاحيات التدخل بكل ما يخدش السلم المجتمعي والأخلاقيات، والسوشيال ميديا تعتبر أداة قوية لنشر الأخبار والمتعطشين لـ"التريندات" كُثُر وناشر الفيديو قام بالتعدي على خصوصية مالك المحل ولا يحق له التصوير ويجوز ملاحقته قانونياً.
وتابع أن ناشر الفيديو لم يضع وصفاً صحيحاُ للفيديو مما أدى لإثارة الرأي العام ولفت انتباه المحافظ والحاق مالك المحل بالضرر والتشهير به.
وأكد شريم بأن الأردن دولة حريات ولا تقيّد حرية أي مواطن لطالما يسير ويقضي أعماله ويعبّر عن أفراحه وأتراحه وفق القانون والمعايير المجتمعية، ولكن مثل هذه الاحتفاليات والذي اعتبرها "خاصة" يجب أن تقام داخل المحل وليس على الشارع العام حتى لا يتم إقلاق راحة المجاورين.