نازاروف: إيران تكرر خطأ ستالين بالصبر الاستراتيجي وامتلاكها السلاح النووي لن يمنع انهيارها

نازاروف: إيران تكرر خطأ ستالين بالصبر الاستراتيجي وامتلاكها السلاح النووي لن يمنع انهيارها
أخبار البلد -  

 قال المفكر الروسي ألكسندر نازاروف إن إيران تكرر خطأ الزعيم السوفييتي عبر استعمال سياسة "الصبر الاستراتيجي”، معتبرا أنها لا تدرك بأن الهجوم الإسرائيلي المدعوم من الغرب لا يتعلق فقط بوقف برنامجها النووي بل يهدف لتفكيك الدولة الإيرانية.

كما اعتبر أن لجوء طهران لورقتها الأخيرة المتمثلة بإغلاق مضيق هرمز يشبه إلى حد كبير استخدام روسيا لـ”سلاح يوم القيامة” الذي سيؤدي في النهاية إلى تدمير اقتصاد الجميع، بمن فيهم الدول الحليفة على غرار الصين، التي قال إن "سلعها الرخيصة” تمنع انفجار التضخم العالمي.

وقال نازاروف: "لقد أخطأت إيران في تقدير الموقف، وكررت خطأ الزعيم السوفييتي السابق، جوزف ستالين، الذي سعى لتأجيل الحرب الحتمية مع ألمانيا النازية لدرجة أنه في الساعات الأولى بعد هجوم هتلر على الاتحاد السوفييتي، أصدر أوامره للقوات السوفييتية بـ”عدم الرد على الاستفزازات”. لقد أودى التنويم الذاتي للقيادة الإيرانية بحياة العديد من كبار المسؤولين الإيرانيين”.

وأضاف: "الأسوأ من ذلك أن طهران لا يبدو أنها تدرك أن الأمر لا يتعلق بالقضاء على برنامجها النووي، بل بالقضاء على الدولة الإيرانية. أعتقد أن القرار قد اتُخذ بالفعل ويجري تنفيذه بجهود مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ولن تنتهي الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران إلا بالقضاء على أحد الخصوم”.

حرب أهلية وانهيار البلاد

أوضح نازاروف قائلا: "لقد دعا نتنياهو بالفعل المواطنين الإيرانيين إلى الثورة، ومن الواضح أن خطط إسرائيل لا تقتصر على تغيير النظام، بل تشمل حربًا أهلية وانهيار البلاد، وينبغي توقع المزيد من الهجمات على البنية التحتية الاقتصادية لإيران لإحداث صدمة اقتصادية وانتفاضة شعبية”.

وتابع نازاروف: "من الصعب القول ما إذا كان الصبر الاستراتيجي قد فقد معناه بالنسبة لإيران. على الأرجح نعم، ولكن لا يمكن الحكم على ذلك إلا بعد وقوعه، ويعتمد ذلك على قدرة القيادة الإيرانية على الحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي خلال الأشهر الستة المقبلة في ظل الهزيمة في المواجهة الحالية والاقتصاد المدمر”.

وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد أن بلاده مستعدة لوقف هجماتها على إسرائيل في حال توقفت الأخيرة عن ضربها.

خطط إسرائيل لا تقتصر على تغيير النظام الإيراني بل تشمل حربًا أهلية وانهيار البلاد

وعلق نازاروف بالقول: "هذا يعني أن إيران مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة، وإلا فسيكون من السذاجة توقع موافقة إسرائيل على هذه المبادرة، ولا جدوى من طرحها. لكني أعتقد أن إسرائيل لن ترضى إلا بالهزيمة الكاملة لإيران، أي استمرار العملية العسكرية، وستضطر إيران عاجلاً أم آجلاً إما إلى الرد بجدية أو انتظار التدمير دون إلحاق ضرر كبير بإسرائيل”.

سلاح يوم القيامة

من جهة أخرى، اعتبر نازاروف أن الوضع في المعسكر المعادي للغرب (والذي يضم كلا من إيران وروسيا والصين وآخرين)، يفرض على أحدهم التضحية بنفسه باستخدام "سلاح يوم القيامة” ليتمكن الآخرون من النجاة.

وأضاف: "لا يمكن أن يكون رد روسيا أو إيران إلا انتحارياً، أو بالأحرى قاتلاً، ليس فقط للعدو، بل لأنفسهم أيضاً، وهذا ما يجعل القادة يترددون في اتخاذ هذا القرار. لا أحد يريد أن يموت أولاً، خاصة وأن هناك مرشحين حقيقيين آخرين لدور المنقذين الانتحاريين”.

وتابع نازاروف: "فيما يتعلق بإيران، فإن "سلاح يوم القيامة” هو إغلاق مضيق هرمز على المدى الطويل، والذي سيضرب الجميع، وفي مقدمتهم الصين، وسيقوض قدرتها على دعم سلعها للغرب. وهذه السلع الصينية الرخيصة هي التي تمنع انفجار التضخم العالمي الجامح، الذي سيدمر الغرب والاقتصاد العالمي. ولعلنا نضيف إلى ذلك قيام إيران بتدمير البنية التحتية للنفط والغاز في دول الخليج، وإن كانت هذه خطوة غير ضرورية بعد إغلاق هرمز”.

سلاح يوم القيامة الإيراني هو إغلاق مضيق هرمز والذي سيضرب الجميع ويمنع الصين من تصدير سلعها الرخيصة للغرب

واعتبر أن امتلاك إيران للأسلحة النووية لن يغير الوضع كثيرا، إذ "من غير المرجح استخدام هذه الأسلحة في المراحل التي تسبق انهيار إيران، كما أن احتمالات استخدامها في حالة الفوضى أو تغيير السلطة ضئيلة للغاية”.

واعتبر، في المقابل أن الصبر الاستراتيجي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين له ما يبرره، وخاصة أن "سلاح يوم القيامة الروسي هو ترسانة نووية قادرة على إنهاء وجود الحضارة الحالية”.

واستدرك بالقول: "ومع ذلك، بعد الضربة الأوكرانية (أو بالأحرى التي تم تنفيذها من قبل أوكرانيا) على المطارات الاستراتيجية الروسية، وبعد ضربات الطائرات الإسرائيلية المسيرة على المنشآت والأفراد العسكريين والعلماء الإيرانيين، يمكننا القول بثقة إننا نعيش واقعًا جديدًا، حيث لا تُعدّ الترسانة النووية ضمانًا للأمن”.

المسيرات كسلاح ردع

واعتبر، في السياق، أن ثمة إمكانية لاستخدام الطائرات المسيرة لضرب مكونات ترسانة نووية ضمن "ضربة خاطفة مُعطّلة تُشلّ قيادة البلاد وتُدمّر الترسانة النووية. ومن الممكن تمامًا تخيّل ضربات بطائرات مسيّرة ليس فقط على طائرات أو غواصات استراتيجية، بل يمكن لسرب من مئات الطائرات المسيّرة أن يمنع الصواريخ النووية الاستراتيجية من الانطلاق من صوامعها. ويعمل الأنغلوساكسونيون (العالم الغربي) على هذا المفهوم منذ عقود، ويبدو أنهم يختبرونه الآن على روسيا وإيران بمساعدة أوكرانيا وإسرائيل”.

وأضاف نازاروف: "ينبغي أن تكون الخطوة التالية سباقًا بين جميع القوى النووية لإنشاء بنية تحتية لضربات استباقية ضد الترسانة النووية للعدو، أي إنشاء قواعد سرية مزودة بطائرات بدون طيار على أراضي العدو، جاهزة للإقلاع في أي لحظة ومهاجمة الأهداف. ومن المنطقي توقع ضربة شبه آلية لنزع السلاح، لأن امتلاك العدو لهذه القدرة يعني مستوى تهديد غير مقبول ويفرض اتخاذ إجراء فوري”.

واستدرك بالقول: "بالطبع، يمكن الافتراض أنه مع مرور الوقت، سيتم إيجاد ترياق فعال ضد الطائرات بدون طيار، لكن هذا يزيد من احتمالية توجيه ضربة استباقية في الفترة التي تسبق امتلاك أحد الأطراف للقدرة التقنية اللازمة لذلك”.

ثورة الطائرات بدون طيار تُضاهي اختراع البارود فهي تُقلل من فعالية الترسانة النووية لكنها غير كافية للقوى العظمى

وفي ذات السياق، اعتبر نازاروف أن "ثورة الطائرات بدون طيار تُضاهي اختراع البارود، فهي تُقلل من فعالية الترسانة النووية، مما يجعلها سمة عسكرية ضرورية، وإن كانت غير كافية، للقوى العظمى. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي للدول الصغيرة أن تأمل أنها بامتلاكها الطائرات المسيرة (غير المكلفة) تستطيع مجاراة الأسلحة المتطورة لدى الدول الكبيرة والقوية في أرض المعركة، بل على العكس تماما، أي أن القوة العسكرية قابلا جوما للتطور بما يتناسب مع الإمكانات الصناعية للبلاد”.

وأضاف: "مع تزايد التهديدات، لا بد من التضحية بجزء من الرفاهية والحرية من أجل الأمن. وأعتقد أن هذا سيحدث داخل الدول وفي العلاقات فيما بينها، حيث سيتشكل، عاجلًا أم آجلًا، ما يشبه النادي النووي، ولكن في مجال الطائرات المسيرة فقط، ويفرض قيودًا على الجميع. لأن البديل هو الفوضى، وتراجع الأمن، الوصل إلى أزمة كبيرة في النهاية، سيكون الخروج منها تنازليًا أكثر منه تصاعديا بالنسبة للمجتمع من حيث الرفاهية والأمن (أن يدفع المجتمع ضريبة الأمن والرفاهية)”.

أزمة الغرب ستقوده للانهيار

على صعيد آخر، اعتبر نازارف أن الأزمة، التي قال إنها ضربت العالم الغربي، "ستؤدي قريبًا وحتمًا إلى انهياره، دون بدائل”. لكن "من الناحية الاقتصادية، امتدت أزمة الغرب إلى الكوكب بأسره. فإذا كان هرم الديون قد تضخم في الغرب قبل الأزمة المالية عام 2008، فإنه بعد ذلك امتصّ آخر ما تبقى من قدرة دول أخرى على الوفاء بالتزاماتها، وتضخم الدين في دول خارج الغرب. وسينهار هذا الهرم المالي في السنوات القادمة، مُدمّرًا النظام المالي العالمي بانخفاض كارثي في ​​مستوى المعيشة وما يترتب عليه من اضطرابات سياسية واجتماعية”.

وأضاف: "العالم أجمع الآن في قارب واحد يغرق، هناك ثقب في جانب القارب، والماء يرتفع بسرعة، والأنغلوساكسونيون هم رجال مسنون ضعفاء ينشغلون بطعن الشباب والأطفال الجالسين بجانبهم، المفعمين بالقوة، ليقلّصوا من قدرتهم على السباحة”.

وتابع بالقول: "لقد خسر الغرب استراتيجيًا بالفعل. ومهمة المنتصرين، بما في ذلك الصين وإيران وروسيا والدول العربية وجميع الدول التي لا تنتمي إلى المليار الذهبي الحالي (العالم الغربي)، هي ببساطة البقاء حتى انهيار الغرب، وإطالة أمد الصراع. وفي إطار هذه المهمة، يُعدّ الصبر وتجنب الصراع المباشر مع الغرب أفضل استراتيجية، وليس من المستغرب أن الصين وروسيا وإيران ردّت حتى الآن بضبط شديد على الاستفزازات، أيًا كان شكلها”.

وأوضح بالقول: "مع اقتراب الانهيار، تزداد استفزازات الغرب وإسرائيل جدية وخطورة، وتواجه روسيا وإيران خطرًا حقيقيًا يتمثل في النزيف حتى الموت (قبل انهيار الغرب). ولكل دولة وقتها ومواردها المختلفة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وبعد ذلك يفقد الصبر وعدم الاستجابة معناهما”.
شريط الأخبار وزير الصحة الإيراني يعلن إصابة 1800 شخص منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران قبل 5 أيام الامن العام : مواطن يقتل شقيقه رمياً بالرصاص الصين تتهم ترمب بـ«صب الزيت على النار» في الحرب بين "إسرائيل" وإيران تحديث الشبكات وضبط الاعتداءات يوفران 20 مليون م3 من مياه الشرب المساعيد يُطلق مبادرة "كشك وطن" لتسهيل التسجيل في تطبيق "إيمان" داخل الجامعات الأردنية غيث الطراونة خرج متفرغ وعاد غير متفرغ هذه تعيينات التلفزيون الأردني بنك القاهرة عمان يعيد تشكيل لجنتي الإستراتيجيات وحاكمية تكنولوجيا المعلومات.. أسماء ما هو وضع الأردن غذائياً.. تجارة الأردن وعمان توضح الجيش الإيراني يتوعد بتصعيد الهجوم على إسرائيل في الساعات المقبلة "لحق حالك" عروض من مطعم في السلط لمشاهدة سقوط الصواريخ الايرانية بث حي ومباشر ..!! سفير إسرائيل: الجمعة سنجعل "عملية البيجر" تبدو بسيطة طهران تستهدف تل أبيب بدفعة صاروخية وإسرائيل تغتال رئيس الأركان الإيراني وزير الاتصال الحكومي: الدولة قادرة على التعامل مع التحديات والأردن لن يكون رهينة للاوضاع الراهنة إيران تقصف إسرائيل ب 30 صاروخا.. وإصابة مباشرة لمبنى في هرتسليا جيش الاحتلال يرصد هجوما صاروخيا إيرانيا وفيات الاردن الثلاثاء 17-6-2025 تحقيق داخل الجيش الإسرائيلي: لماذا صمتت الصفارات؟ إيران تحذر من كارثة نووية طقس معتدل اليوم وحار الاربعاء والخميس نازاروف: إيران تكرر خطأ ستالين بالصبر الاستراتيجي وامتلاكها السلاح النووي لن يمنع انهيارها