أكدت مصادر في حركة "حماس”، الثلاثاء، استشهاد جهاد لبد، مدير مكتب القيادي في الحركة خليل الحية، ونجله همام الحية، إلى جانب ثلاثة من مرافقيه، جراء هجوم إسرائيلي استهدف أحد مقرات الحركة في العاصمة القطرية الدوحة.
وذكرت المصادر أن المرافقين الذين قضوا في الهجوم هم: عبد الله عبد الواحد أبو خليل، مؤمن حسونة أبو عمر، وأحمد عبد المالك أبو مالك. وأوضحت أن مكتب ومنزل خليل الحية تعرضا للاستهداف أثناء انعقاد اجتماع للوفد المفاوض، مشيرةً إلى أن القيادي خالد مشعل وعدداً من قيادات الحركة لم يكونوا حاضرين ساعة القصف.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته، بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وسلاح الجو، نفذت "هجوماً دقيقاً استهدف قيادة حركة حماس”، من دون أن يحدد الموقع المستهدف.
وشهدت الدوحة هزات قوية نتيجة الانفجارات، إذ تصاعدت أعمدة دخان في سماء حي كتارا، بينما سارعت الشرطة إلى فرض طوق أمني ومنعت الاقتراب من المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات القطرية استشهاد الوكيل عريف بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، أحد منتسبي قوة الأمن الداخلي "لخويا”، أثناء مباشرته مهامه في موقع الاستهداف، مشيرة إلى إصابة عدد من عناصر القوة بجروح متفرقة. وأضاف البيان أن الجهات المختصة تواصل مسح وتأمين المنطقة عبر وحدة المتفجرات التابعة لقوة الأمن الداخلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر بتنفيذ الغارات في أعقابعملية إطلاق النار الداميةالتي شهدتها القدس أمس الإثنين وتبنتها حماس.
وجاء في بيان مشترك صادر عن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "أمس، وبعد الهجمات الدامية في القدس وغزة، وجّه رئيس الوزراء نتنياهو جميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لاحتمال استهداف قادة حماس”.
وأضاف البيان "اليوم (الثلاثاء) عند الظهر، وبناءً على فرصة عملياتية … قرر رئيس الوزراء ووزير الدفاع المضي بالتوجيه الذي صدر ليلة أمس”.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض الثلاثاء بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقا بالضربات الجوية التي نفّذتها في العاصمة القطرية.
وقال المسؤول شرط عدم الكشف عن هويته "تم إبلاغنا مسبقا”، علما بأن قطر حليفة للولايات المتحدة وتضم قاعدة أمريكية كبيرة.
وأدانت وزارة الخارجية القطرية "بأشد العبارات” الهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه "اعتداء جبان” استهدف مقرات سكنية لأعضاء المكتب السياسي لحماس في الدوحة. واعتبرت أن العملية تمثل "انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية، وتهديدا خطيرا لأمن القطريين والمقيمين”.
وأضاف البيان أن الجهات الأمنية والدفاع المدني باشرت التعامل مع الحادث واتخذت إجراءات احترازية لضمان سلامة السكان والمناطق المحيطة، مؤكدة أن الدوحة "لن تتهاون مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور” وأن التحقيقات جارية على أعلى مستوى.
وفي السياق، دعت السفارة الأمريكية في قطر رعاياها إلى "الاحتماء في أماكنهم” عقب الهجوم، مشيرة في منشور على منصة "إكس” إلى أنها "اطّلعت على تقارير تتحدث عن وقوع ضربات صاروخية في الدوحة”، وأعلنت أنها فرضت أمرا بالتزام المكان داخل منشآتها، مع نصح المواطنين الأمريكيين باتخاذ الإجراءات ذاتها.
وفي وقت لاحق، أصدرت السفارة بيانا آخر جاء فيه: نخطر المواطنين بأن تحذير البقاء في أماكنهم تم رفعه وأن التنبيه الأمني الذي تم إصداره سابقا لم يعد ساريا.
وعلمت "القدس العربي” أن السلطات القطرية ستعقد مؤتمرا صحافيا رفيع المستوى في الديوان الأميري للإعلان عن مستجدات الموقف والإجراءات المقبلة، وسط توقعات باتخاذ قرارات حاسمة ردا على "الاستهداف المباشر لسيادة الدولة”، خصوصا أن قطر تضطلع بدور الوسيط لإنهاء الحرب على غزة.
وأفادت مصادر بأن بعض الجهات السيادية عمدت إلى إخلاء مقراتها كإجراء احترازي، فيما أوصت إدارات بشبكة الجزيرة موظفيها بمغادرة المقرات باستثناء الفرق المسؤولة عن التغطية المباشرة.