قال مصدر دبلوماسي أمريكي إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره السابق، يتولى حالياً مهمتين جديدتين تتعلقان بقطاع غزة، من بينها مهمة وردت في مسودة أعدت في اليوم الثاني من الحرب، تتضمن أفكاراً قابلة للتنفيذ ميدانياً في حال نجاح جهود وقف إطلاق النار.
وأوضح الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريحات صحفية أن كوشنر يعمل بالتنسيق مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لدعم جهود إنهاء الحرب، وذلك استنادا إلى المقترح الأخير الذي طرحه ترامب.
تليين المواقف الإسرائيلية
وكشف المصدر أن المهمة الثانية لجاريد كوشنر، ضمن عمله المشترك مع المبعوث ستيف ويتكوف، تتمثل في تهيئة الظروف لتليين المواقف الإسرائيلية، خصوصا لدى الجناح اليميني المتشدد في حكومة بنيامين نتنياهو، بهدف التوصل إلى اتفاق قريب يعالج أحد أبرز مصادر القلق بالنسبة لدونالد ترامب، وهو ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
وأكد المصدر أن إدارة ترامب ترى في استمرار العمليات العسكرية في غزة تهديداً متزايداً لأمن إسرائيل؛ إذ يمكن أن تؤدي إلى خلق بؤر تصعيد جديدة؛ ما يجعل من الضروري إعادة ضبط الشروط الإسرائيلية، بعيداً عن الهيمنة الكاملة للرؤية المتشددة التي يتبناها اليمين تجاه القطاع.
وأشار المصدر إلى أن المهمة التي يتولاها كوشنر، والمتعلقة بخطة "اليوم الثاني" للحرب، لن تنطلق بشكل فعّال ما لم يكن هناك تفاعل جاد من طرفي الصراع، ففي حال تحقق ذلك، يمكن لمقترح ترامب أن يتحرك نحو مراحل متقدمة تشمل وقف إطلاق النار، واستعادة الأسرى الإسرائيليين، وتهيئة الأرضية لمفاوضات شاملة لإنهاء الحرب.
ولفت إلى أن الرئيس دونالد ترامب يتابع المقترح الحالي لوقف إطلاق النار بقلق واضح، خشية أن يلقى مصير المبادرات السابقة؛ ما قد يؤدي إلى تراجع تعهده بشأن استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
مسودة خطة "كوشنر"
وفي هذا السياق، يعوّل كثيراً على دور جاريد كوشنر لضمان ألا يؤدي أي اتفاق بين إسرائيل وحماس إلى منح الأخيرة أي اعتراف سياسي أو دور مستقبلي كسلطة حاكمة في قطاع غزة، خصوصاً بعد انتهاء الحرب، وفق المصدر.
وأوضح أن مسودة خطة "كوشنر" تتضمن ملامح أولية لتأسيس إدارة جديدة في غزة، تحظى بشرعية قانونية ودعم دولي، وخاصة من الولايات المتحدة، لتكون بديلا عن حكم حماس، وتستهدف هذه المسودة إرساء آلية لإعادة تأهيل وتنظيم القطاع على مراحل، بما يضمن منع اندلاع حروب مستقبلية، ويعزز الأمن للإسرائيليين، من خلال إنشاء مجلس سياسي إداري، يرافقه تشكيل قوة أمنية فلسطينية لا تنتمي إلى حركة حماس.
وأضاف أن كوشنر شكّل غرف عمل خاصة لهذه الخطة، مستفيداً من خبراته السابقة في بناء مقاربات تُقلل من الخسائر وتحوّل الأزمات إلى فرص طويلة الأمد.
وقد شارك في إعداد المسودة عدد من المؤسسات والمراكز البحثية المتخصصة في تطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة، بهدف صياغة مستقبل جديد لقطاع غزة، بحسب المصدر.
إنهاء دور حماس في غزة
ولفت المصدر إلى أن المسودة تحمل تصوراً لإنهاء دور حماس في غزة من دون أن تنزلق إسرائيل إلى عمليات عسكرية قد تُفاقم التهديدات أو تغرقها في مستنقعات أمنية داخل القطاع.
وأضاف "يشدد التصور على ضرورة وجود سلطة أمنية وعسكرية فلسطينية بديلة، إلا أن المعضلة تكمن في غياب جهة فلسطينية تملك الإمكانيات اللازمة للقيام بهذا الدور، خصوصاً أن السلطة الفلسطينية الحالية لا تمتلك المقومات الكافية لتولي هذه المهمة".
كما تناولت المسودة، وفق المصدر، مسألة إعادة إعمار غزة باعتبارها فرصة لتغيير البيئة التي نشأ فيها العداء لإسرائيل، وهي بيئة ترى الخطة أنها تفاقمت بسبب ما أفرزته سياسات حماس والحرب الممتدة منذ نحو عامين.