أفادت صحيفة "ذا ميل أون صنداي" بأن الأمير البريطاني أندرو قد "يُدمّر" بسبب مجموعة من أكثر من 100 رسالة إلكترونية سرية موجودة في ما معروف بـ"ملفات إبستين".
وكشفت مصادر متعددة ومطلعة للصحيفة أن رسائل بريد إلكتروني "مُدينة" محتملة بين دوق يورك لأمير أندرو والمدان بجرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال، جيفري إبستين، موجودة ضمن مئات الآلاف من الوثائق التي تتم مراجعتها حاليا من قبل الكونغرس الأمريكي قبل أن يتم الكشف عنها للعامة.
وقال أحد المصادر: "إذا كنت تعتقد أن ما حدث لبيتر ماندلسون كان سيئا، فليس لديك فكرة عما سيحدث عندما يتم الإفراج عن رسائل أندرو الإلكترونية. إنها محرجة ومُدينة، وقد يُدمّر بسببها".
وقد أُقيل اللورد ماندلسون من منصبه كسفير بريطاني لدى واشنطن الأسبوع الماضي بعد سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المحرجة بينه وبين إبستين تم الكشف عنها. في إحدى الرسائل، حثّ "بيتي" الملياردير على محاربة إدانته بتهمة استدراج قاصر لممارسة الدعارة.
من جانبه، قال المحامي البارز ديفيد بويز، محامي فيرجينيا جيوفري (الفتاة التي أكدت أنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع أندرو ثلاث مرات عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها) إنه يعتقد أن هناك أدلة كافية لفتح تحقيق جنائي بحق الأمير.
وقد نفى أندرو باستمرار وبقوة ادعاءات جيوفري بأن إبستين قام بتهريبها جنسيا إليه. وفي عام 2022، توصل الدوق إلى تسوية مدنية معها بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني، دون اعتراف بالذنب، فيما انتحرت في وقت سابق من هذا العام.
وقد تم الكشف عن عدة رسائل بريد إلكتروني محرجة بين أندرو وإبستين في وثائق قانونية على مر السنين، بما في ذلك واحدة قال فيها الأمير: "ابق على اتصال وثيق وسنلعب المزيد قريبا!"
تلك الرسالة، التي تعود إلى فبراير 2011، تم الكشف عنها في وثائق المحكمة من قضية رفعتها هيئة السلوك المالي ضد المصرفي الشخصي لإبستين، جيس ستايلي.
وذكرت الوثائق القانونية أن الرسالة أُرسلت "من قبل عضو في العائلة المالكة البريطانية"، وهو ما أعلنت عنه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وغيرها على نطاق واسع بأنه الأمير أندرو.
وعندما قدمت جيوفري، التي كانت تُعرف سابقا باسم فيرجينيا روبرتس، ادعاءاتها ضد الدوق لأول مرة، أرسل رسالة إلكترونية إلى صديقته المقربة غيسلين ماكسويل، التي سُجنت لاحقا لدورها في تهريب الأطفال جنسيا لإبستين. وجاء في الرسالة، التي أُرسلت في 3 يناير 2015: "أخبريني متى يمكننا التحدث. لدي بعض الأسئلة المحددة لأطرحها عليكِ بشأن فيرجينيا روبرتس". فردت ماكسويل: "لدي بعض المعلومات. اتصل بي عندما يكون لديك وقت".
تدرك صحيفة "ذا ميل أون صنداي" أن هناك "ما لا يقل عن" 100 رسالة إلكترونية تتعلق بأندرو موجودة ضمن ملفات إبستين. بعضها يأتي من حساب على "بايبكس" (Pipex)، أحد أوائل مزودي الإنترنت التجاريين في المملكة المتحدة. هذا العنوان الإلكتروني مدرج إلى جانب أرقام هواتف متعددة للدوق في "الكتاب الأسود الصغير" الشهير لإبستين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر قوله: "هناك رسائل إلكترونية مُدينة محتملة بين أندرو، وإبستين، وماكسويل لم يتم الكشف عنها بعد. كان أندرو على اتصال منتظم بماكسويل عبر البريد الإلكتروني، واستخدم إبستين البريد الإلكتروني لتنسيق تهريب ضحاياه. لو كنت مكان أندرو لكنت قلقا جدا. انظر ماذا فعلت رسائل البريد الإلكتروني بماندلسون".
في غضون ذلك، قال محامي جيوفري للإعلامي بيرس مورغان في برنامجه على يوتيوب: "هناك ما بين عشرة وعشرين رجلا لدينا معلومات كافية عنهم تستدعي فتح تحقيق جنائي جدي". وعندما سأله مورغان، "هل الأمير أندرو أحدهم؟"، رد المحامي: "نعم".
وحثّ بويز أندرو على "الاعتراف بالحقيقة"، مضيفا: "أحد الأشياء التي أحبطتنا هو أنه في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تم التسامح معه بشكل أساسي".
قد يُدعى كل من اللورد ماندلسون ودوق يورك للإدلاء بشهادتهم أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، وهي اللجنة في الكونغرس التي تقوم بمراجعة مئات الآلاف من الوثائق المتعلقة بإبستين. وصرح مصدر بالقول: "بصفتهم مواطنين بريطانيين، لا يمكن استدعاؤهم للشهادة، ولكن يمكن دعوتهم، وهي كلمة مهذبة لمطالبة الكونغرس بظهورهم. يمكنهم رفض الحضور، ولكن ذلك لن يكون جيدًا لأي منهما".
وقد أصدرت لجنة الرقابة الأسبوع الماضي كتاب عيد ميلاد إبستين الخمسين الذي احتوى على إهداء من عشر صفحات من ماندلسون يصف فيه إبستين بأنه "أفضل صديق له" ويُظهر الدبلوماسي المخزي وهو يستمتع بعطلات على جزيرة المدان بجرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال.