تنظر محكمة جنايات المنيا، حالياً أولى جلسات محاكمة المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في قرية دلجا التابعة لمركز دير مواس، صعيد مصر، في قضية شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية بسبب بشاعتها والغموض الذي لفّ ملابساتها حتى تم الكشف عن تفاصيلها.
وخلال جلسة المحاكمة، ظهرت المتهمة "نعمة" وهي تحمل طفلتها الرضيعة بين يديها، فيما بدت علامات الاضطراب والقلق على وجهها، قبل النطق بالحكم، فيما تخلل الجلسة بكاء وانهيار والدة الأطفال الراحلين.
وأظهرت التحقيقات أن الجريمة وقعت في 12 يوليو (تموز) الماضي، حين ورد بلاغ إلى الشئون الصحية حول وفاة الأب وأطفاله، لتبدأ الأجهزة الأمنية تحرياتها المكثفة.
وكشفت التحريات أن الزوجة الثانية أقدمت على ارتكاب الجريمة بدافع الغيرة من الزوجة الأولى بعد أن أعاد الزوج زوجته السابقة إلى عصمته، ما دفع المتهمة للتخطيط لإزالتهم.
واستغلت المتهمة اعتيادها على إعداد الخبز في مسكنها، فمزجت قطعة خبز بمبيد حشري سام يُعرف باسم "الكلورفينابير" وقدمته لأحد الأطفال، ما أدى لتدهور حالته الصحية بسرعة، لتتأكد من فاعلية السم قبل تنفيذ خطتها بالكامل.
وبعد أربعة أيام، أعدت المتهمة عدداً من أرغفة الخبز وخلطتها بالمبيد ذاته، ثم أرسلتها إلى المجني عليهم، فأسفرت العملية عن وفاة الأب وأطفاله الستة، في حين نجت الزوجة الأولى التي امتنع عنها تناول الخبز المسموم.
وأثبتت تحريات المباحث ورصد كاميرات المراقبة انتقال الأطفال أثناء حمل أحدهم الخبز المسموم من منزل المتهمة إلى مسكنهم. كما أكد تقرير النيابة العامة، بعد معاينة مسكن المتهمة برفقة خبراء الطب الشرعي، ونتيجة الفحص المعملي للعينات، وجود آثار المبيد السام في بقايا الخبز وأدوات الطهي، ما عزز ثبوت ارتكابها الجريمة.
كما أقرت المتهمة خلال التحقيقات بتفاصيل ارتكاب الواقعة، وأجرت محاكاة تصويرية للجريمة أمام أجهزة الأمن والنيابة العامة، ما ساهم في تكوين صورة كاملة عن طريقة تنفيذ الجريمة ودوافعها.