رصد - تعيش أسرة أردنية مكوّنة من أب وأم و5 بنات قصة كفاح صامتة، بدأت بالاستقرار والعمل الجاد، قبل أن تنقلب إلى معركة يومية مع المرض وضيق الحال وغياب الدخل، في مشهد يلخّص معاناة عائلات كثيرة لا تبحث عن تعاطفٍ إعلامي ولا عن تشهير، بل عن الحد الأدنى من العيش الكريم.
وبحسب المعلومات، نجحت ثلاث من بنات الأسرة في اجتياز الثانوية العامة على فترات متفاوته والتحقن بدراسة الطب في جامعات أردنية، في إنجاز لافت تحقق رغم قسوة الظروف ومرارة العيش، ودون الاستفادة من أي مكرمة أو منحة تغطي الرسوم أو المصاريف الجامعية.
إلا أن المشهد تغيّر كليًا بعد تعرّض الوالد، وهو متقاعد، لسلسلة من الوعكات الصحية المتتالية أقعدته على فراشه، ليغيب بذلك أي مصدر دخل ثابت للأسرة، في وقت تثقل كاهله قروض متراكمة اضطر لتحملها على مدار سنوات لتأمين دراسة بناته ومستلزمات الحياة الأساسية.
اليوم، تتحمّل الأم وحدها أعباء الأسرة، وتكافح لتأمين أجرة المنزل وفواتير الكهرباء والمياه، إضافة إلى المصاريف اليومية التي تتجاوز الـ 15 دينارًا، في ظل غياب أي دعم رسمي أو مجتمعي، ودون أن تتقدم الأسرة بأي طلب مساعدة مالية، مفضّلة الصمت على الظهور أو الاستجداء.
وتؤكد مصادر قريبة من العائلة أنها لا ترغب بنشر أسمائها أو استدرار التعاطف، معتبرة أن ما تبحث عنه ليس التشهير ولا "الترند”، بل وقفة إنسانية حقيقية تضمن استمرارية حياة كريمة، وتمنع انقطاع بناتها عن دراستهن الجامعية بعد سنوات من التعب والنجاح، وخصوصا انهن يدرسن الطب.
وفي ظل هذا الواقع، يبرز تساؤل مشروع حول دور المجتمع ومؤسساته في حماية مثل هذه الأسر، لا سيما تلك التي تستثمر في التعليم وتقدّم نماذج مضيئة رغم الفقر والمرض، فهل تجد هذه العائلة من يخفف عنها عبء الإيجار والفواتير، ويوفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة، قبل أن تتحول قصة الكفاح إلى مأساة صامتة أخرى؟