شهدت مدينة روتردام الهولندية، فعالية رمزية لتخليد ذكرى العاملين في القطاع الصحي الذين قتلوا في قطاع غزة بفعل الهجمات الإسرائيلية، تم خلالها وضع 1400 زوج من الأحذية البيضاء وسط إحدى الساحات الكبرى في المدينة.
ونظمت الفعالية مؤسسة "أطباء من أجل غزة”، في ساحة "شاوبرخ” الشهيرة وسط روتردام، بمشاركة عدد من الأطباء العاملين في هولندا وطلاب الطب، حيث تمّ تلاوة أسماء مئات العاملين في القطاع الطبي الذين استشهدوا منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
.
وقالت بيسان الحي، وهي طالبة طب فلسطينية تقيم في هولندا وتشغل منصب مديرة مؤسسة "أطباء من أجل غزة”،إن قطاع غزّة شهد استشهاد 1400 من العاملين في القطاع، ولذلك قمنا بوضع 1400 زوج من الأحذية البيضاء لتمثيل كلّ واحدة من الأرواح التي أزهقت”.
وأضافت: "نحن نُدين بوضوح استهداف المستشفيات والعاملين الصحيين في غزة، وندعو الحكومة الهولندية إلى أن تكفّ عن صمتها، فالقانون الدولي الإنساني يُنتهك علنًا وبشكل فج، ولا يجوز السكوت بعد الآن”.
وأوضحت بيسان، أن مؤسستهم تتكوّن من أطباء ومتخصصين صحيين يقفون ضد تدمير النظام الصحي في غزة.
وأضافت: "نشعر بغضب عارم إزاء ما يجري، هذه الإبادة مستمرة منذ 76 عامًا، لكن صمت العالم يجعل الألم أكبر، لذا نحن هنا لنقول كفى، ولندعو إلى المقاطعة، والتحرك، ورفع الصوت لأجل فلسطين”.
إبادة على مسمع ومرأى العالم
من جانبه، قال ويليم فان دير كران، وهو طبيب أسرة هولندي مشارك في الفعالية: "ما يحدث في فلسطين بات يثير قلقي وغضبي بشكل متزايد. إن ما نشهده اليوم هو إبادة جماعية تحدث على مسمع ومرأى العالم”.
وأضاف دير كران: "الهجمات على المستشفيات وزملائي من العاملين في المجال الصحي هناك تمسّني بشدة، ونحن كأطباء نرى أن ما يجري ينتهك بوضوح القانون الإنساني الدولي، الذي يُلزم جميع الأطراف باحترام العاملين في القطاع الطبي”.
وتابع: "هذه أول مرة في التاريخ يتم فيها استهداف هذا العدد الكبير من الطواقم الطبية بشكل منظم، وهذا ما يزيد من غضبي، خاصة مع استمرار صمت حكومتنا وعجزها عن اتخاذ أي موقف حازم”.
وأشار دير كران، إلى أن الهدف من هذه الفعالية هو لفت الانتباه، وزيادة وعي المجتمع الطبي الهولندي، والضغط على الحكومة من أجل اتخاذ خطوات جدية تساهم في وقف هذه الاعتداءات.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.