أخبار البلد - كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جملة مثيرة في حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي مفادها أنه على ساكنة العاصمة طهران مغادرتها فورا، وقام لاحقا بالتوجه إلى واشنطن لعقد اجتماع طارئ. وهو تصرف أثار الكثير من التساؤلات: هل كان لتفادي تطور خطير في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية مثل اللجوء إلى استعمال أسلحة محرمة دوليا مثل النووي التكتيكي والأسلحة البيولوجية؟
وبعدما كان في اجتماع قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس (كندا)، الاثنين من الأسبوع الجاري، كتب ترامب في حسابه في تروث سوشال وهي الشبكة التي أنشأها بعد إغلاق حسابه في تويتر (إكس حاليا) أنه يجب على الجميع إخلاء طهران فورا . وأضاف كان يجب على إيران أن توقع (الاتفاق) عندما طلبت منها ذلك، يا لها من خسارة وهدر للأرواح البشرية، ببساطة لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي .
ولاحقا، غادر القمة بشكل مفاجئ، قبل يوم ونصف اليوم مما كان مخططًا له، ليعود إلى واشنطن بسبب الارتفاع الخطير في التوترات في الشرق الأوسط. ومن على متن الطائرة، نفى ما صدر عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد ادعى أنه عاد لمحاولة التوسط لوقف إطلاق النار، وقال إن السبب هو شيء أكبر من ذلك بكثير . وتابع ليس لدى ماكرون أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، ولكن بالتأكيد لا علاقة للأمر بوقف إطلاق النار. فالأمر أكبر من ذلك بكثير ، كتب ترامب في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي تروث سوشال .
وأوردت الصحافة الأمريكية أن ترامب عقد اجتماعًا لمجلس الأمن القومي في غرفة الأزمات بالبيت الأبيض فور وصوله إلى واشنطن. ويعقد الرئيس اجتماعات من هذا النوع في الحالات القصوى التي تفرض فيها ملفات وأحداث نفسها على الأمن القومي الأمريكي.
لا يمكن اعتبار تصريحات ترامب مجرد مواقف انفعالية أو غير عقلانية، بل قد تُفهم في سياق استباق تطورات خطيرة محتملة في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية
وعليه، لا يمكن اعتبار تصريحات ترامب مجرد مواقف انفعالية أو غير عقلانية، بل قد تُفهم في سياق استباق تطورات خطيرة محتملة في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية. في هذا الإطار، دعا الاحتلال يوم الاثنين سكان طهران إلى إخلاء العاصمة، في حين توعدت إيران بجعل ليلة الاثنين وفجر الثلاثاء الأسوأ في تاريخ إسرائيل ودعت الإسرائيليين إلى إخلاء تل أبيب. وتنهج إيران تصعيدا في القوة التدميرية للصواريخ منذ اندلاع الحرب.
ويُرجح أن الطرفين هددا باستخدام أسلحة جديدة؛ إذ قد تكون طهران بصدد الإعداد لإطلاق صواريخ فرط صوتية قادرة على إحداث دمار غير مسبوق، بينما تشير التقديرات إلى أن إسرائيل قد ترد بسلاح استراتيجي، مثل السلاح النووي التكتيكي. ومثل هذا التصعيد قد يدفع إيران إلى تنفيذ رد فعل انتحاري ضد إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية، تشمل كلا من النووي التقليدي والأسلحة النووية التكتيكية ذات الإشعاع المحدود والمخصصة لضرب أهداف دقيقة. وعمليًا، لم تتحول ليلة الاثنين إلى لحظة الحسم في تدمير متبادل شامل، إذ ظل القصف المتبادل ضمن الوتيرة التي سُجلت منذ اندلاع الحرب يوم الجمعة الماضية.
ولعل من التصريحات المثيرة ما نقلته جريدة هآرتس عن مصدر من الموساد يؤكد إذا استمرت الحرب ربما تفحص إسرائيل استخدام السلاح الاستراتيجي، مثلما طرحت أصوات ذلك عشية حرب الأيام الستة في أيار 1967، أو في العقد الأخير، عندما دعا البروفيسور بني موريس إلى قصف إيران بالسلاح النووي .
هل هدفت تدوينة ترامب إلى تحذير إيران من رد نووي تكتيكي إسرائيلي إذا استخدمت صواريخ جديدة مدمرة؟
