- جاهزية على الورق وانقطاعات متتالية وحريق في محطات تحويل الطاقة وأسلاك الأعمدة تشتعل والحجة دائماً "الشبكة مضغوطة"
- المواطن يتساءل: ماذا ستفعل شركة الكهرباء لو وصلت درجة الحرارة إلى 50 درجة؟
أحمد الناجي - لم تكن موجة الحر الأخيرة مفاجأة من العيار الثقيل، فالأرصاد الجوية نبّهت قبل شهر ونصف أن "الحر قادم" وشهر آب يُعرف بأنه "لهّاب"، لكن يبدو أن شركة الكهرباء فضّلت استقبال الموجة كما نستقبل ضيفاً غير مرغوب به .. بلا استعداد وبلا خطط وبشبكة على الله.
المشهد كان أشبه بامتحان سهل لمادة يعرف الجميع أسئلتها مسبقاً لكن النتيجة .. رسوب جماعي! انقطاعات في معظم المحافظات، حرائق في أسلاك أعمدة الكهرباء، واحتراق جزء من أهم محطة تحويل طاقة بمنطقة الصبيحي بالبلقاء، ليكتشف المواطن من جديد أن التيار الكهربائي في الأردن أول ضحايا الطقس.
الغضب الشعبي انفجر على مواقع التواصل الاجتماعي، "شركة الكهرباء فاشلة صيف وشتا"، "جاهزية صفر"، "زي الملوخية .. لا بتنفع ولا بتضر"، بينما آخرون لخصوا الأمر: "كل مرة بتطلع الحجة جاهزة .. الشبكة مضغوطة!"، وكأن تطوير الشبكة رفاهية لا ضرورة.
وفي وقت تتكرر فيه أعطال المحولات وسرقة بعضها من لصوص الخردة، لا يبدو أن الشركة لديها ما يشغلها سوى تحصيل الفواتير بالتمام والكمال حتى لو كان العداد ينام ساعات بلا كهرباء.
السؤال الذي يطرحه الشارع اليوم بلا مجاملة، هل جاهزية شركة الكهرباء لموجة الحر هي نفس جاهزية الطرق لأول منخفض ثلجي؟ وإذا كانت الحرارة قد تجاوزت الـ41 درجة ولم تصل الـ50 كانت كفيلة بإرباك الشبكة، فماذا سنفعل لو وصلت إلى 50 فأعلى كالدول الأخرى؟
وهل على المواطن أن يتوقع المزيد من الأعطال كلما ارتفعت الحرارة أو انخفضت، في ظل بنية تحتية تبدو عاجزة أمام أول اختبار حقيقي؟
وتبقى الأسئلة مفتوحة حتى انتهاء موجة الحر، ونرصد كل ما تقوله شركة الكهرباء وننقله إلى المواطن الذي اعتاد على عدم الجاهزية صيفاً وشتاءً.