رجعت إلى آخر حديث مع الزميل جهاد أبو بيدر عبر "الواتس اب"، وأعدت الاستماع إلى صوته المفعم بالحياة، وهو يرد على تهنئتي بإطلاق موقعه الإخباري الجديد "سبق الإخباري". كان ذلك مع نهاية حزيران الماضي. ردّ أبو عمر بحماسة، مقدما شكره وامتنانه، معلنا عن بدء فصل جديد في رحلته المهنية الممتدة، ولم يكن يعلم صاحبنا أن مرض الموت كان يتربص به، وأن موعد الرحيل قد اقترب.
شاء القدر أن ينتزعك من بيننا، وانت تسابق الحياة لتترك بصمة جديدة في المشهد الصحفي، وتخطو خطوة تليق باسمك .. ولكن الموت يا صديقي كان أسبق من "سبق الإخباري"، الذي أعلنت عن اطلاقه مؤخرا، وكان أسبق من طموحاتك وأحلامك الكبيرة، وأسبق، حتى، من هذه الحياة التي نعيش فيها؟
رحلتَ يا جهاد، يا فارس الكلمة والحرف، ويا نصير الفقراء والبسطاء والمهمشين .. رحلت وتركت خلفك صورة الصحفي الذي أحب مهنته، ونافح من أجلها حتى النهاية.
رحمك الله، واسكنك فسيح جنانه وتجاوز عن سيئاتك .. الأخ الحبيب والزميل القدير. أحر التعازي وصادق المواساة لأهلك وذويك، وللأسرة الصحفية والاعلامية.
بكر الأمير