في صباح بدا كما يبدأ كل يوم، تغيّرت حياة طفلة في الرابعة عشرة من عمرها خلال ثوانٍ، حين التهم حزام مضخة ميكانيكية ذراعها. المشهد مليء بالألم، وفي داخله تسارعت دقات القلوب، لكن خلف كل لحظة من تلك الدقائق، كان هناك عمل نابض بالصبر والجهد المستدام.
لم تكن هذه اللحظة فجائية، بل كانت فصلا من الجهد الممنهج وراءها. في مستشفى ذيبان الحكومي بدأت الثمرة الأولى، ثم استكملها الفريق الطبي في مستشفيات البشير، حيث كان قسم جراحة وقسطرة الأوعية الدموية والشرايين الطرفية مستعدًا بالكامل. بعد ست ساعات من دقة المعالجة، عاد الذراع للحياة، وعاودت الفتاة فرصة ضبط مصيرها بيديها.
لكن هذا الإنجاز الجراحي لم يكن إلا فصلًا في رواية أوسع، كتبتها قيادة وطنية صادقة: "معالي الدكتور فراس الهواري"، فقد قال خلال مؤتمر (MedVision):
"ولمعالجة أي نقص يحدث في التخصصات الطبية، لا سيما النادرة منها، أدرجت الوزارة اختصاصات فرعية جديدة لم تكن موجودة من قبل بعد اعتمادها من المجلس الطبي الأردني، مثل أمراض القلب والشرايين، الجهاز الهضمي والبنكرياس، وجراحة الأوعية الدموية…"
وأضاف: "مسؤولية تطوير القطاع الصحي والارتقاء به إلى الصورة التي يريدها جلالة الملك هي مسؤولية تشاركية"
هذا الكلام ليس مجرد كلمات على ورق، بل وسع الخيال وحوّل الأحلام إلى واقع ملموس:
فقد أُضيف إلى المستشفيات الحكومية عمليات نوعية مثل 7,500 عملية قسطرة قلبية و500 عملية قلب مفتوح خلال عام واحد. كما توسعت خدمات مركز "سميح دروزة" للأورام، إذ تم تقديم حوالي 3,000 جرعة كيماوي للمرضى .
وبتعاونه مع الخدمات الطبية الملكية، تم تأسيس قسم وجراحة الأوعية الدموية في مستشفيات البشير، وتشغيل مركز سميح دروزة للأورام ضمن منظومة متكاملة لخدمة المرضى داخل أرضهم .
وليس هذا فحسب: فقد حققت الوزارة 70% من استراتيجيتها للأعوام (2023–2025)، وهي لا تفوّت شهرًا من تحقيق إنجاز جديد، سواء كان إدخال تكنولوجيا، افتتاح عيادات أو توسعة مرافق صحية حيوية .
لمسة إنسانية خالصة،،،
حين شاهدت الفتاة دموع الفرح ترتسم في عينيها بعد أن استرجعت ذراعها، ليس هذا مشهدًا طبيًا فحسب، بل لوحة إنسانية تتجاوز الجراح والتقنيات. وراء هذا الإنجاز، وقفت سنينا من التأسيس والتخطيط والرؤية الثابتة. إنه جهد لرجل لم يسعَ في السياسة، بل في بناء حياة ومضمون كتبه بأمانة وصدق—جعل من الطب رسالة حية، ومن الأمل نبضًا يعود للإنسان.
ومدير مستشفى حمل الأمانة ووعد فما اخلف .. وعد أن يحافظ على الإنجاز حتى آخر لحظة في سيرة عمله.
لك الشكر مني معالي د. فراس الهواري
ولك الدعاء بالتسديد عطوفة د. علي العبداللات
ولك اطيب الأماني معالي د. إبراهيم البدور أن يجعلك الله سندا لكل حريص على خدمة هذا البلد، وأن تكمل مسيرة العطاء من حيث انتهى سلفك.
دمت يا أردن بخير
بقلم المهندس خالد بدوان السماعنة