* أسعار الرسوم تفوق ثلاثة اضعاف الجامعات الخاصة.. لماذا لا يتدخل مجلس التعليم العالي للحد من جنون الأسعار
* الجامعة لا تختلف عن غيرها من حيث الكفاءات وأعضاء الهيئة التدريسية والمختبرات والقاعات
خاص - نجحت الجامعات الخاصة في تمرير جزء كبير من برنامجها الربحي الذي أصابه طفرة الصعود برسوم الساعات وتكاليف الدراسة في الأردن ، فحالة العرض والطلب والأسعار المتفاوتة في رسوم الساعات المعتمدة ورسوم التسجيل تختلف بشكل واضح بين الغلو والاعتدال المقبول، فلا قانون يحكمها او تشريع أو رقابة وكأننا في ولايات لا يعرف شمالها جنوبها فإرهاب أصحاب المال والمصالح أصاب مجتمعنا..
كنت في جامعة الأميرة سمية واعتقدت أنها كمثل الجامعات ، ولكن قربها من بيتي دفعني لزيارتها أولا، فبانت الدهشة والاستغراب على قسمات وجهي واحتسبت نفسي غريبا وأنا أرى أسعار الساعات المعتمدة للعديد من التخصصات، فالداخل لهذه الجامعة عليه أن يحمل شنطة دولارات قبل أن يطرح السلام.
تساءلت بعد أن خرجت منها، ولم أجد الإجابات بعد، هل تعكس رزم الدولارات مخرجات التعليم في جامعة الاميرة سمية، وهل بيئة الجامعة جاذبة الى هذا الحد حتى يتنافس أولياء الأمور ويتسابقون على تسجيل أبنائهم فيها..
في الحقيقة لم تسعفني زيارتها القصيرة للتجول لمعرفة البيئة الجامعية التي تعكس الرفاه الذي يعيشه الطالب أو السؤال عن تعليمها وسمعتها وما بعد التخرج، وهل الغلو في أسعار الساعات المعتمدة والذي لا يماثله في الجامعات الأخرى النظيرة مقبول ، وهل يعكس ما يبرر هذا الجنون في الرفع، فإذا كان نهج الجامعة وإدارتها ومتعهدوا فرض الرسوم وملاكها ينظرون إلى الانعكاس الطردي لسمعة الجامعة ورفعة شأنها بارتفاع تكاليف الدراسة فيها فهم مخطئون في هذا القياس حتما.
فقد سجلت الجامعات الأردنية الخاصة منها والحكومية حضورا وتميزا على مستوى الوطن العربي والعالم بعدما صنعت قيادات ساهمت في رفعة دول عديدة ومنها العظمى .. هؤلاء الخريجون درسوا هنا في جامعاتنا ولفتوا الانتباه في كل المؤسسات التي عملوا فيها، وإذا سألتهم عن تكاليف دراستهم فلن تجدها بمستوى تكاليف جامعة الاميرة سمية بل قد تصل لنصفها، فالجامعات الخاصة الأردنية ليس من بينها هذه الجامعة أخذت على عاتقها التحدي للوصول والتحول لحالة إيجابية تحصد ثمارها أينما حل خريجوها.
ففي جامعات الأردن الخاصة يدفع الطالب رسوما لساعة المحاسبة ثلاثون إلى ستون دينار بينما يدفع 120 في جامعة الاميرة سمية ، ,كذلك ساعة إدارة الأعمال 60 دينار بينما في جامعة الاميرة سمية 120 ومثلها تخصصات تتضاعف فيها عن الجامعات الأخرى، وكأن على رHسها ريشة.
ولعل من المبكر اعلان جامعة الاميرة سمية انها على سلم الجامعات الخاصة وفي مقدمتها، سوى انها تعلو وتتقدم بالرسوم ، فقد استطاعت ان تتبوا الصفوف الاولى باسعارها فقط سيما وان مخرجاتها قد لا تتيح لها ان تجلس في مقاعد الصفوف الاولى او في مقدمتها.
أين وزارة التعليم العالي عن العنف التي تمارسه الجامعات بحق أولياء الأمور اين هي عن ضبط مسألة رسوم الساعات ورسوم التسجيل وغيرها من الرسوم وقد بلغت الان ذروتها في جامعة الأميرة سمية، لماذا تتهرب من وضع النقاط على الحروف ولصالح من؟