شدّد الملياردير الأميركي وارن بافيت، في رسائله السنوية للمساهمين وتصريحاته العلنية، على أن المستوى الأكاديمي ليس معيارًا أساسيًا عند اختياره للرؤساء التنفيذيين في شركات Berkshire Hathaway، مؤكدًا أن الشهادات الجامعية لا تُحدد الكفاءة القيادية.
ويرى بافيت أن النجاح في مجال الأعمال يعتمد بدرجة أكبر على الموهبة الفطرية والقدرة القيادية، وليس على الدراسة في مؤسسات مرموقة. واستشهد بأمثلة على ذلك، مثل بيت ليجل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Forest River، الذي حقق نجاحًا بارزًا دون خلفية تعليمية من جامعات النخبة، وكذلك بيل غيتس، مؤسس Microsoft، الذي ترك الدراسة في جامعة هارفارد ليبني واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
بافيت نفسه درس في جامعة نبراسكا–لينكولن، ويؤكد أن الحدس والذكاء العملي غالبًا ما يتفوقان على المؤهلات الأكاديمية. ورغم إقراره بأن بعض المديرين المتميزين يأتون من جامعات مرموقة، إلا أنه يعتبر أن حصر التوظيف في هذه الفئة يهدد بتجاهل أصحاب المواهب الفطرية الحقيقية.
ويُنظر إلى بافيت باعتباره أحد أعظم المستثمرين في التاريخ، بفضل نهجه المنضبط في الاستثمار القائم على القيمة ورؤيته طويلة الأجل. فمن بدايات متواضعة، استطاع تحويل Berkshire Hathaway في ستينيات القرن الماضي من شركة نسيج متعثرة إلى تكتل استثماري ضخم متنوع.
اعتبارًا من منتصف عام 2025، تُقدّر ثروة بافيت بما بين 144 و160 مليار دولار، مما يجعله من بين أغنى الشخصيات عالميًا. ويُنسب نجاحه إلى قدرته على تحديد الشركات المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، واستثماره طويل الأمد الذي ولّد عوائد ضخمة لعقود، إضافةً إلى نزاهته وشفافيته في العمل.
كما يشتهر بافيت بأعماله الخيرية الضخمة، إذ تعهد بالتبرع بمعظم ثروته، وألهم أجيالًا من المستثمرين بفضل كتاباته واجتماعات المساهمين السنوية.