خاص - حادثة جديدة تضاف إلى سجل الإهمال المزمن في ملف الكلاب الضالة، لكنها هذه المرة وقعت في أكثر الأماكن حساسية.. مدرسة حكومية يفترض أن تكون ملاذاً آمناً للأطفال، ففي مدرسة زبدا فركوح الأساسية التابعة لمديرية تربية إربد الأولى تحول الطريق إلى المدرسة إلى ساحة رعب بعدما باغت قطيع من الكلاب الضالة طلاباً صغاراً ليصيب خمسة منهم، إضافة إلى معلمة حاولت إنقاذهم بجروح وخدوش استدعت نقلهم إلى المستشفى.
ورغم تأكيد مديرة التربية أن الحالات مستقرة، إلا أن خطورة المشهد تتجاوز الإصابات الجسدية لتفتح الباب أمام جروح نفسية أعمق وأمام أسئلة كبرى عن دور الجهات الرسمية، فكيف يعقل أن يصل الأطفال إلى مدارسهم مطاردين من قطيع كلاب وكأننا نعيش في غابة بلا رقيب ولا سيطرة؟
وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، طلّ الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم محمود حياصات، ليوضح أن الحادثة "جرت خارج أسوار المدرسة" وليس داخلها غير أن هذا التبرير لا يغير من جوهر الكارثة شيئاً، فالخطر يلاحق الأطفال سواء داخل الأسوار أو خارجها، والسؤال الأهم: هل المطلوب أن نحاسب الطلبة على مكان إصابتهم بدلاً من محاسبة الجهات المقصّرة؟
تصريح الوزارة بدا وكأنه يختزل المأساة في موقع الحادثة وكأن المشكلة ستزول إن كانت الإصابة خارج البوابة لا داخلها، في حين أن الواقع يقول إن أطفالاً ذهبوا لطلب العلم فعادوا بعقر الكلاب ومعلمة دفعت ثمن شجاعتها بجروح.
هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما ظل ملف الكلاب الضالة عالقاً بين لجان شكلية وتصريحات إنشائية دون حلول جذرية، فقد تحولت الشوارع والأحياء إلى مرتع للقطعان بينما تكتفي البلديات بالتذرع بغياب الإمكانيات أو بقوانين تمنع التعامل الحازم مع هذه الظاهرة والنتيجة أطفال مهددون وأسر تعيش القلق ومدارس عاجزة عن توفير أبسط مقومات الأمان لطلبتها.
أمام هذه الكارثة لا تكفي بيانات الاطمئنان على سلامة الطلاب، بل المطلوب تحرك عاجل من الجهات المختصة ووضع خطة لمكافحة انتشار الكلاب الضالة وحماية محيط المدارس بشكل خاص وإجراءات واضحة تمنع تكرار المشهد الدموي، فإن حياة الطلبة ليست هامشاً ولا يمكن أن تظل عرضة لمغامرات الكلاب الضالة كل صباح وأي وقت.
السؤال المهم الذي وجهه أهالي الطلبة للجهات المختصة والمسؤولة، من يحمي أطفالنا إن لم تحمهم الدولة؟