تحمل عبارة "ابحث عن شغفك" الكثير من المغامرة رغم تكرار أصحاب الأعمال الناجحة لها، إلا أنها تؤتي ثمارها غالباً عندما تكون التجربة في سن مبكرة أو مع عدم وجود خيارات أخرى. لكن نجاحها ليس مطلقاً.
في إحدى تلك الخطوات الجريئة، ترك نيل هيرشمان، الشاب الثلاثيني، عالم المال في وول ستريت ليخوض مغامرة غير متوقعة في قطاع الزبادي المجمد، ويحول سلسلة "16 Handles" التي كانت توصف بـ"الراكدة" إلى علامة تجارية تدرّ أكثر من 21 مليون دولار سنوياً.
لم يكن يتخيل هيرشمان، أن يصبح يوماً مالكاً لأكثر من 40 فرعاً من هذه السلسلة المنتشرة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC".
من الاستثمار إلى الملعقة
بدأت القصة عام 2019، حين قرر هيرشمان، وكان يبلغ من العمر 23 عاماً، أن يترك وظيفته في إدارة الأصول في وول ستريت ويستثمر مدخراته البالغة 160 ألف دولار، إلى جانب قرض حكومي، لشراء أول فرع له من "16 Handles" لم يكتفِ بالإدارة من بعيد، بل عمل بنفسه على الكاشير وتعلم تفاصيل العمل من الداخل.
وبحلول عام 2022، أصبح أكبر مالك لفروع السلسلة، لكنه رأى أن العلامة التجارية فقدت بريقها. وقال لشبكة "CNBC": "لم يكن هناك طاقة أو ابتكار... وهذا ما جذبني، لأنني رأيت فرصة لإعادة الإحياء".
نكهات غريبة وتسويق رقمي
استحوذ هيرشمان على الشركة بالكامل، وبدأ بإعادة تشكيلها من الداخل. أطلق نكهات محدودة مثل "البطاطس المقلية" و"البلاك ماتشا"، واستثمر في التسويق الرقمي، ما ساهم في زيادة الإقبال وارتفاع المبيعات بنسبة تفوق 10% سنوياً.
وفي النصف الأول من عام 2025 وحده، حققت السلسلة مبيعات تجاوزت 12.5 مليون دولار، وسط مؤشرات على عودة الزبادي المجمّد إلى الواجهة كخيار صحي نسبياً مقارنة بالآيس كريم.
رفاهية في متناول اليد
هيرشمان يصف منتجه بأنه "رفاهية ميسورة"، إذ يبلغ متوسط إنفاق الزبون بين 8 و10 دولارات للزيارة الواحدة. ويؤكد أنه لا يسعى لأن يتحول الزبادي إلى عادة يومية، بل إلى تجربة ممتعة بين الحين والآخر.
ومع وجود 18 فرع جديد بنظام الـ"فرنشايز" قيد الإعداد، وخطط لافتتاح 5 إلى 6 فروع إضافية هذا العام، يطمح هيرشمان إلى توسيع السلسلة إلى 100 فرع خلال السنوات المقبلة، وجعل "16 Handles" اسماً مألوفاً في كل بيت.
وقال هيرشمان: "في وول ستريت كنت أتعامل مع تقلبات السوق... واليوم أتعامل مع تقلبات مخزون عجينة الكوكيز. لكن هذا أكثر متعة بكثير".