الجيطان: الصناعات الأردنية أثبتت كفاءتها وجودتها العالية لتكون شريكًا فاعلًا في مشاريع إعادة الإعمار
الخزاعلة: "التاج" منصة حوارية تجمع صنّاع القرار لدعم الصناعة والاستثمار وتوثيق الفرص والانجازات
برعاية وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة عقدت مجموعة التاج للإعلام والإنتاج اليوم الاثنين مؤتمرها الوطني الثاني للصناعة والاستثمار وإعادة إعمار سوريا، بمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الاقتصاديين، إضافة إلى متخصصين في الشأن الاستثماري والاقتصادي والصناعي لبحث خطط الاستثمار وتعزيز دور الأردن في التنمية الإقليمية.
وانعقد المؤتمر بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة، وزارة الاستثمار، وزارة الطاقة والثروة المعدنية، وغرفتي صناعة الأردن وعمان، بحضور أعضاء من مجلسي الأعيان والنواب، ورؤساء كتل نيابية وأحزاب سياسية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على واقع الاستثمار في الأردن وتقييم خطط التحديث الاقتصادي، إلى جانب مناقشة التشريعات والبيئة الاستثمارية وقدرتها على جذب المستثمرين المحليين والأجانب، كما يسعى المؤتمر إلى إبراز الدور الاستراتيجي للأردن في مشاريع إعادة إعمار سوريا، باعتباره بوابة لوجستية وشريكاً محورياً في دعم الاستقرار والتنمية الإقليمية.
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين المهندس يعرب القضاة إن الاقتصاد الأردني تمكن من تحقيق نمو بنسبة 2.7% رغم التحديات الإقليمية، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى 2.2%.
وأشار القضاة في كلمته إلى أن الأردن يعتمد على تنويع الأسواق بدلاً من الاقتصار على وجهات محددة، موضحًا أن الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأوروبية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية، إلى جانب نجاح المملكة في جذب استثمارات أجنبية جديدة.
وأضاف أن قصص النجاح الأردنية تجسدت في وصول الصناعات المحلية إلى أسواق عالمية، حيث زُوِّدت أربع من أصل سبع قاعات في وكالة "ناسا" بأجهزة تكييف أردنية، فضلًا عن اعتماد مطار لوس أنجلوس على منتجات أردنية في مجال التبريد، وهو ما يعكس قوة قطاع الصناعة الوطني.
ولفت إلى أن الأردن يتميز بكونه الدولة العربية الوحيدة التي وقعت اتفاقيات تجارة حرة مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا، مؤكداً أن العمل جارٍ للتوصل إلى اتفاقيات جديدة مع أسواق في أفريقيا وآسيا لتعزيز التبادل التجاري وتوسيع قاعدة الصادرات الأردنية.
كما كشف القضاة عن تحقيق الميزان التجاري فائضًا لصالح الأردن لأول مرة منذ نحو 30 عامًا، مشيرًا إلى وجود تعاون مثمر مع سوريا، حيث شكلت الحكومة خمس لجان مشتركة لتهيئة بيئة مناسبة للتبادل التجاري، وأكد أن الفرص مع سوريا واعدة، داعيًا القطاع الخاص إلى تكوين تكتلات للاستفادة من هذه الإمكانات.
بدوره، قال نائب رئيس غرفة صناعة الأردن محمد الجيطان إن الصناعات الأردنية أثبتت كفاءتها وجودتها العالية في مختلف المجالات، ما يؤهلها لتكون شريكًا فاعلًا في مشاريع إعادة الإعمار.
وأضاف أن هذه الصناعات قادرة على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية بفضل التزامها بالمعايير العالمية، مشيرًا إلى أن القطاع الصناعي الأردني يمتلك خبرات تراكمية وكفاءات بشرية قادرة على تلبية متطلبات المرحلة المقبلة، والمساهمة في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة الأردن كشريك رئيسي في إعادة إعمار سوريا والمنطقة.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة التاج للإعلام والإنتاج نضال الخزاعلة، في كلمته أن المؤتمر يشكل منصة حوارية مهمة تجمع صناع القرار ورجال الصناعة والمستثمرين لمناقشة مستقبل الاستثمار والصناعة في الأردن، إضافة إلى بحث دور المملكة الريادي في المساهمة بإعادة إعمار سوريا بما يعزز التنمية المستدامة ويوفر فرصًا اقتصادية جديدة.
وأوضح الخزاعلة أن القطاعين الصناعي والاستثماري يمثلان العمود الفقري للاقتصاد الوطني، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، إلى جانب قطاع الإعلام، لوضع استراتيجيات مبتكرة تضمن نمو الصناعة وجذب الاستثمارات المحلية والدولية، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأشار إلى أن إعادة إعمار سوريا تعد مسؤولية جماعية وفرصة حقيقية لنقل الخبرات الأردنية لدعم الأشقاء، بما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية والاستقرار في المنطقة.
وأكد الخزاعلة أن مجموعة التاج تؤمن بدور الإعلام الاحترافي كأداة "تمكين" تسلط الضوء على الفرص وتوثق الإنجازات، وتضمن نقل المعلومات الدقيقة من مصادرها الرسمية لتصل بوضوح إلى مختلف الأطراف المعنية والمستثمرين.
محاور المؤتمر وجلساته الحوارية
وناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية، حيث تناول المحور الأول خطط الاستثمار ورؤية التحديث الاقتصادي، وركز المشاركون على تقييم خطط الاستثمار في الأردن ومدى تحقيقها للأهداف المنشودة، مع تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى دور القطاع الصناعي كأحد أبرز المساهمين في الناتج المحلي الإجمالي.
وأدار هذه الجلسة د. رعد التل، عضو لجنة التحديث الاقتصادي ورئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأردنية، وتحدث فيها كل من: وزيرة الاستثمار الأسبق خلود السقاف، والنائب خالد أبو حسان، رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب، وعلاء أبو خزنة، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان ومستثمر صناعي.
أما المحور الثاني فقد تناول التشريعات الصناعية والبيئة الاستثمارية، حيث جرى بحث مدى قدرتها على الحفاظ على المستثمر المحلي وجذب المستثمر الأجنبي، إلى جانب مناقشة فاعليتها في توفير بيئة مستقرة وجاذبة تواكب متطلبات التنمية الصناعية وتحديات المرحلة المقبلة.
وأدارت الجلسة الإعلامية رهام مخلوف وتحدث فيها كل من: د.خالد المومني مستشار وزير الاستثمار، وعبد الرحمن ماضي رئيس مجلس إدارة شركة المتكاملة للتطوير العقاري، وثائر العاني رئيس مجلس إدارة شركة ضفاف النهرين، والمهندس أيمن عياش الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية العربية للتعدين والصناعات التحويلية.
في حين ركز المحور الثالث على دور الأردن في إعادة إعمار سوريا، حيث ناقش المشاركون إمكانية أن يكون الأردن بوابة لوجستية وشريكاً استراتيجياً في هذه العملية، مستفيداً من موقعه الجغرافي وعلاقاته التاريخية مع سوريا، فضلاً عن دوره في توفير منصة إدارية ولوجستية للشركات الدولية لتسهيل مرور البضائع والمساعدات والخبرات.
وأدارت الجلسة الإعلامية نسرين الفارس، وتحدث فيها كل من: اللواء أحمد العكاليك مدير عام دائرة الجمارك الأردنية، والمهندس زياد السعايدة رئيس هيئة تنظيم الطاقة والمعادن، وفؤاد الدويري نقيب مقاولي الإنشاءات الأردنيين.
وتخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي من إنتاج مجموعة التاج بعنوان "الاستثمار والصناعة في الأردن.. إنجازات تستحق الدعم".
وفي ختام كل جلسة تم تسليم الدروع التكريمية للمشاركين في الجلسات الحوارية ولميسريها، تكريمًا لمساهماتهم الفاعلة في النقاشات وثراء الحوارات.
كما تم تكريم رعاة المؤتمر تقديرًا لدعمهم المتواصل للمبادرات الوطنية، ولجهودهم في تعزيز الاستثمار والصناعة وإعادة الإعمار، مما يعكس الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص والإعلام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والإقليمية.