يُعتبر المرض المهني أحد أشكال إصابات العمل وفقاً لقانون الضمان الاجتماعي، فالإصابة بأي من الأمراض المهنية المذكورة في الجدول رقم "1" الملحق بقانون الضمان (قائمة الأمراض المهنية) وعددها (58) مرضاً مهنياً، يرتّب للمؤمّن عليه المصاب (المشترك) حقوقاً ومنافع تأمينية مماثلة لحقوق المؤمّن عليه الذي يتعرض لحادث عمل ويتم اعتماده كإصابة عمل.
من هنا تنبع أهمية التوعية بالأمراض المهنية بهدف الوقاية قدر المستطاع من الإصابة بها، وأيضاً من أجل تعريف المؤمّن عليهم وأصحاب للعمل بما يترتب لهم من حقوق في حال الإصابة بأي من هذه الأمراض.
الكثيرون قد يصابوا بالأمراض المهنية دون أن يعرفوا ودون أن يتم تشخيص إصاباتهم بسبب عدم الخضوع لفحوصات طبية تخصصية دورية، وبسبب قلة الأطباء المتخصصين في الطب المهني، مما يحرمهم من حقوقهم.
على مؤسسة الضمان أن تطلق حملات إعلامية توعوية سنوية للتعريف بالأمراض المهنية المحددة في قانون الضمان، ويجب أن يتم هناك بروتوكولاً صحياً ملزماً للقطاعات المعرّض عمالها للإصابة بالأمراض المهنية بإجراء فحوصات طبية مهنية دورية متخصصة للكشف عن أي إصابة بأي من هذه الأمراض، كما يستدعي الأمر أن تُدقّق اللجان الطبية في مؤسسة الضمان فيما يُعرَض عليها من حالات على أنها أمراض طبيعية فيما هي في واقع الحال أمراض مهنية أصيب بها عمال في بيئات أعمالهم.
ومن أمثلة الأمراض المهنية التي اشتمل عليها ملحق (قائمة الأمراض المهنية) في قانون الضمان:
١) مرض الجمرة الخبيثة(Anthrax انثراكس): وهذا المرض يُصاب به العاملون في مجال معالجة الصوف والشعر والجلود الخام ومعظم الأعمال التي تتطلب الاتصال بالحيوانات المصابك بالمرض).
٢) مرض تغبّر الرئة: ويُصاب به العمال الذين يتعرضون لغبار حديث التولد لمادة السيليكا أو المواد التي تحتوي على مادة السيليكا بنسبة تزيد على "5%" كالعمل في المناجم والمحاجر ونحت الأحجار وفي صناعة المسنّات الحجرية أو في تلميع المعادن بالرمل.
إضافة إلى مرض تغبر الرئة بالاسبستوس الذي يصيب من يتعرضون لغبار الاسبستوس. أو مرض تغبر الرئة بغبار القطن الذي يصيب نن يتعرضون لغبار القطن.
٣) مرض الحمّى المالطية: ويُصاب بهذا المرض العاملون في المسالخ وتربية الأبقار والمواشي.
(سلسلة توعوية تنويرية اجتهادية تطوعيّة تعالج موضوعات الضمان والحماية الاجتماعية، وتبقى التشريعات هي الأساس والمرجع- يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والبحث مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الحقوقي/ موسى الصبيحي