أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، عضو مجلس نقابة الأطباء، رئيس لجنة الشكاوى، أن الأخطاء الطبية ليست محصورة في بلد بعينه، بل هي ظاهرة عالمية تواجه أنظمة الرعاية الصحية المختلفة. وشدد على ضرورة التعامل مع هذا الملف بموضوعية بعيداً عن أي محاولات للنيل من سمعة الأطباء الأردنيين.
وأوضح الطراونة أن دراسة صادرة عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، نشرت في مجلة British Medical Journal، أشارت إلى أن الأخطاء الطبية تعد سبباً رئيسياً للوفاة في الولايات المتحدة، حيث قدر أنها تتسبب بوفاة أكثر من 250 ألف شخص سنوياً، لتأتي بعد أمراض القلب والسرطان. وتتنوع هذه الأخطاء بين سوء التشخيص والأخطاء العلاجية والجرعات الدوائية والمشاكل الإدارية داخل المستشفيات.
وأضاف أن هذه الحالات لا تسجل عادة في شهادات الوفاة، لغياب خانة خاصة بالخطأ الطبي، وهو ما يقلل من حضورها في الإحصاءات الرسمية. وأشار إلى أن تجارب مشابهة رصدت في دول أوروبية، منها فرنسا، حيث قدرت منظمات صحية أن عدد الوفيات المرتبطة بالأخطاء الطبية يتراوح بين 10 آلاف و50 ألف حالة سنوياً.
أما على الصعيد المحلي، فأكد الطراونة أن الأطباء الأردنيين يحظون بسمعة طيبة في العديد من دول العالم، سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو دول الخليج، حيث يشغل الكثير منهم مواقع طبية وأكاديمية متقدمة. وأوضح أن هذه المكانة دليل على الكفاءة والجدارة، ما يستوجب الحفاظ على الثقة بين الطبيب والمريض داخل الأردن.
وأشار على وجه الخصوص إلى ما وصفه دور "القطاع الطفيلي" "من تجار البشر والمعتاشين على السياحة الطبية، والذين يشجعون الأردنيين على الذهاب للعلاج في الخارج من أجل مصالحهم الشخصية".
وحذر الطراونة من المبالغات في تناول موضوع الأخطاء الطبية، أو توظيفه للإساءة إلى الكوادر الوطنية، مشدداً على أن النقد الموضوعي يجب أن يكون بهدف الإصلاح وتطوير بيئة العمل الطبي، لا للتشكيك بجهود الأطباء. وختم بدعوة المواطنين إلى دعم القطاع الطبي الوطني، والاعتزاز بما يقدمه الأطباء الأردنيون من خدمات في الداخل والخارج.