* من قلعة الشوبك اكتسب صلابته وجمع بين الإدارة والإرادة فكان سيرة عطرة على لسان الرجال..
* لا يرى إلاّ الوطن وعباءته تجمع ولا تفرق ، ولا يمكن لأحد ان ينسى ما قدمه الرجل في مسيرته التي كانت تمثل سكة وطن باتجاه واحد لا تتغير.
* قلب ينبض حباً، ويد بيضاء، ونشمي أردني أدى الوعد والعهد فكان ولا يزال عنواناً للأمانة.
ميعاد خاطر - أرض وادي موسى تنطق: "بيض الله وجهك يا عوض خليفات".. فقد أدمنت الانتماء والولاء ورفعت يدك بيضاء من غير سوء ، أديت ما عليك لوطنك ولأهلك، وحزت على رضا وثقة جلالة الملك، وكنت تصر دوما على إيقاد الشمعة وسط الرياح وتعدد التحديات والمنعطفات التي واجهت الوطن.. كنت الواثق بالأردني النشمي على طول الوطن وعرضه الذي حمى أسمه وبلده ولم يلوثه ..
اصدقاؤك ومن عرفوك او جربوك ينطقون بصوت لا يخفت "بيض الله وجهك يا عوض خليفات"، لقد كنت رجل المهام المُنجز، وما زلت في حلك وترحالك .. فهو صورة الأردني بقسمات وجهه المعبرة التي لا يشبهها أحد، هو ابن البدوي الحامل لملامح الصحراء وشقائها، لديه لغة واحدة لا يستعملها إلا فيما يصب في مصلحة الوطن، وحين يتكلم، يتكلم بمحبة ويوزن، وحين يُختبر ينجح وسط الكلام المعروض والمتشعب.
الدكتور عوض خليفات " أبو محمد " ابن الجنوب، الذي ولد في وادي موسى في لواء البتراء ولد ليكون أبيض الوجه، فالثناء على عمله في كل مكان وطأ به حق له مصون، ففي المواقع الرسمية وغيرها كان الجدير بالثقة والأجدر بها، فقد ترك مدماكا ناصعا وسجلا حافلا ما زالت أثاره واسهامه رافدا في مسيرته الوطنية الممتدة ، فعوض المسؤول الذي حمل هم الوطن في حقيبة الخارجية وتحمل همه في حقيبة الداخلية، وملأ سيرته بفائض من الدبلوماسية التي خبرها وأحسن إدارتها، وعلى نفس الوجهة استطاع ان يكون الحازم الضامن لأمن الوطن وإدارة شؤونه الداخلية بكل اقتدار، له من اسمه نصيب، فما لديه من مشاعر فياضة وما علق به من عبق القهوة العربية جعله عوضا جميلا لا يزول منه الأمل بعد صبر طويل ، فكان الاب المسؤول والراعي لرعيته الحافظ لأمانته التي أودعتها ثقة عشيرته وأهله وقيادته فيه وكان "قدها وقدود".
عوض خليفات الوزير والشخصية المخضرمة الذي لا تعوزه المهارة في اجتياز أي اختبار والوقوف على سكة الوطن وفي صفه، فلم ينس الأردن الذي يكبر برجاله شخصية بحجم "خليفات"، الذي آمن بدوره وفعاليته ومكانته وعباءته التي تجمع ولا تفرق، فكان ظهره الرجال والإرادة والإدارة التي لم تغب عنه ليدفع باتجاه التقدم للخير وباتجاه ارضه ووطنه .. فعوض الذي عرف العمل الرسمي واختار أن ينأى بنفسه عنه ، يمضي اليوم وغدا ليقول أن صاحب العزيمة يستطيع أن يعمل حيث تتوفر له الإرادة التي لا تعدم الوسيلة، وهي العزيمة التي وهبها الله للأردنيين لينهضوا بحماسة ويرفعوا هاماتهم خلف رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ملهمهم في الداخل والخارج.
أكتب اليوم وفاءً وعزة ، وقد فُتح لي المجال في موقع "اخبار البلد" لأقف منحنيا احتراما لمن بنى في سجل ذاكرتي إنجازا تلو انجاز، ورسم صورة نمطية لا تنمحي للمسؤول النظيف الذي أحب بلده وأعطاه ، فمثله ليسوا جنود مجهولين انما هم سيرة عطرة يتداول اسماؤها أبناء الوطن أينما حل الحديث طربا وثناء وذكرى حسنة .. عوض خليفات اليوم بيننا بين أخوته وعائلته وعشيرته فما سطرته من أحرف وكلمات هي تكريم له بحياته وتعظيما لوجهه الذي اعطى وقدم دون انتظار تكريم، فهو الوسام الذي يعلق على صدر كل واحد فينا بفخر ..
خليفات ذاكرة وطنية مليئة بالمواقف التي تسطر سجلات من البطولة والشجاعة والانتماء وسيبقى ابن قلعة الشوبك الحصينة ثابتا راسخا متصديا لكل الرياح الغريبة باعتباره يحمل نهج قومي بموروث اكاديمي ورؤية تسبق الاخرين، وهو بالمناسبة خيارا مطروحا لأي مرحلة ، فالرجل مجرب ولديه تاريخ ومسيرة تؤهله دوما لأن يكون ضمن دائرة الحل ، ويكفي انه حاضرا حتى بغيابه او تغييبه، وسيبقى لدى الاخرين مواقف وذكرى او تجربة استفادوا منها اثناء عملهم مع هذا الرجل الفقير الغني ابن الجنوب والقلعة الذي لا يمكن لاحد ان يتخطاه او يتجاوزه لأنه عكس الجميع بدأ من الصفر بغرق جبينه وجده واجتهاده وفهمه ووعيه وشهاداته التي كانت شاهدة على سيرة رجل جاء من القرية المنسية على اطراف الجنوب البعيد ليكون واحدا من اهم رجالاته في كل المراحل.
ندعو الله أن يرزقك القوة والسعادة وراحة البال، وصفاء الذهن، ويكتب لك الخير أينما ذهبت يا أبو محمد .